أول وحي: اقرأ باسم ربك (السيرة 19)

جدول المحتوي

🌙 المقدمة

بعد سنوات من التأمل والخلوة في غار حراء، وفي ليلة من ليالي رمضان، وبينما كان محمد ﷺ في عزلته المعتادة…
وقع الحدث الأعظم…
نزل عليه جبريل عليه السلام من السماء، حاملاً أولى كلمات الوحي… كلمات ستغير وجه الأرض إلى الأبد:

“اقرأ باسم ربك الذي خلق”.


🕋 بداية الحدث

  • كان النبي ﷺ في ليلة من ليالي رمضان، وهو في عمر 40 سنة.

  • فجأةً، وبينما هو في الغار، جاءه جبريل عليه السلام في هيئة رجل، وغطّى عليه ضوءٌ عظيم.

قال ﷺ كما في الصحيح:

“فجاءني الملك فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ.”

فأخذني فغطني (ضمّني) حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني وقال مرة ثانية:

“اقرأ.”

فقلت: “ما أنا بقارئ.”

فغطني ثانية، ثم ثالثة، ثم قال:

﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ۝ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ۝ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ۝ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ۝ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾
📘 [العلق: 1-5]


😨 ردة فعل النبي ﷺ

  • شعر النبي ﷺ برجفة عظيمة وهيبة لم يعرفها من قبل.

  • نزل من الغار مسرعًا، وقلبه يرجف، وجسده يرتعش.

  • عاد إلى بيته خائفًا، وقال لخديجة:

“زملوني، زملوني!”
أي: غطوني.

وبعد أن هدأ قليلًا، قال لها:

“لقد خشيت على نفسي.”


💕 موقف خديجة رضي الله عنها

  • ثبتت خديجة موقفًا عظيمًا سيبقى خالدًا:

“كلا والله، لا يخزيك الله أبدًا.
إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.”

  • ثم أخذته إلى ورقة بن نوفل، وكان شيخًا نصرانيًا عالمًا بالإنجيل.


🧓 ورقة بن نوفل وتصديقه

  • استمع ورقة إلى النبي ﷺ، وقال بعد أن سمع وصف المَلَك:

“هذا الناموس (أي جبريل) الذي نزل على موسى،
يا ليتني فيها جذعًا (شابًا)، ليتني أكون حيًا إذ يُخرجك قومك!”

قال النبي ﷺ بدهشة:

“أوَ مخرجيّ هم؟”

قال ورقة:

“نعم، لم يأتِ رجل بمثل ما جئت به إلا عُودي، وإن يُدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا.”


📌 أهمية هذا الحدث

  1. بداية نزول القرآن، وبدء الرسالة الخاتمة.

  2. الإعلان عن بداية النبوة، بعد أربعين سنة من التهيئة.

  3. التأكيد على أن الوحي من الله، وأن محمدًا ﷺ لم يطلب النبوة، بل فوجئ بها.

  4. شهادة خديجة وورقة بالنبوّة من أول يوم.


✨ الخاتمة

في غار مظلم، نزل نور السماء…
وفي قلب إنسان طاهر، بدأ كلام الله يسكن…
ومن كلمة “اقرأ” بدأ التاريخ الجديد، وبدأت الرحلة التي ستهدي الأرض إلى ربها.


في المقال القادم بإذن الله:
🔹 “خديجة تؤمن وتواسي”
كيف كانت خديجة أول من آمن؟ وما أثرها على نفس النبي ﷺ في أيام الوحي الأولى؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *