التأمل في غار حراء (السيرة 18)

جدول المحتوي

🌙 المقدمة

في زمنٍ امتلأ بالظلم، والشرك، والظلام، كان محمد ﷺ يشعر أن شيئًا ما ليس على ما يرام.
كان قلبه موصولًا بالله بالفطرة، يأنف من الأصنام، ويضيق صدره من أهل مكة، ويبحث عن نورٍ داخلي يطمئن إليه.
فقرر أن يعتزل الناس… ويتأمل وحده في مكان بعيد عن الضجيج: غار حراء.


🏞️ أين يقع غار حراء؟

  • يقع في جبل النور، شمال شرق مكة.

  • على ارتفاع قرابة 600 متر فوق سطح الأرض.

  • ضيّق لا يتسع إلا لشخصين، لكنه يطل على مكة من علٍ.

📌 كان النبي ﷺ يصعد إليه مشيًا، عدة أيام في كل مرة، يحمل الزاد والماء، ثم يعود إلى خديجة رضي الله عنها لتجدد له الزاد.


🤲 ماذا كان يفعل في الغار؟

  • لم يكن نبيًا بعد، ولم يكن يصلي كما نُصلّي.

  • لكنه كان:

    • يتأمل الكون، والنجوم، والخلق.

    • يتعبد على دين إبراهيم، كما ورد في الروايات، أي على التوحيد.

    • يرفض الشرك، ويمقت الأصنام، ويدعو الله كما تعلّم بالفطرة.

📌 قال العلماء:

“كان يتحنث، أي يتعبّد، وينقطع عن الناس، حبًا في الطهارة من فسادهم.”


🧠 لماذا اعتزل النبي ﷺ الناس؟

  • لأن مكة كانت قد امتلأت بـ:

    • عبادة الأوثان.

    • الربا، والزنا، وأكل أموال الضعفاء.

    • دفن البنات، وظلم النساء.

  • كان قلب النبي ﷺ نقيًا، لا يحتمل هذا الظلام.

فابتعد ليكون مع الله، ليُهيئه الله لما هو أعظم…


💕 موقف خديجة

  • كانت خديجة رضي الله عنها تؤيده في خلوته.

  • لم تشتكِ من غيابه، بل كانت تدعمه، وتجهز له الزاد.

  • وكانت تلاحظ أن قلب زوجها في طريق غير طريق قومه.

📌 وهذه العلاقة كانت من أهم أسباب ثبات النبي ﷺ بعد نزول الوحي لاحقًا.


⌛ مدة التأمل

  • استمر النبي ﷺ يتردد على غار حراء سنوات.

  • وكان هذا قبل البعثة بخمس سنوات تقريبًا.

  • حتى إذا جاء رمضان من السنة الأربعين من عمره…
    بدأ أعظم حدث في تاريخ البشرية.


✨ الخاتمة

لم تكن خلوة النبي ﷺ في غار حراء هروبًا من الواقع… بل كانت سفرًا إلى النور، وتهيئة قلبٍ سيحمل آخر وحي من السماء.
وفي ظلام الغار، كان قلب محمد ﷺ يُنير بالإيمان، قبل أن ينزل عليه جبريل ﷺ بالنور الكامل: الوحي.


في المقال القادم بإذن الله:
🔹 “أول وحي: اقرأ باسم ربك”
كيف نزل جبريل على النبي ﷺ لأول مرة؟ وماذا كانت ردة فعله؟ وكيف استقبلت خديجة هذا الحدث المفاجئ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *