🌙 المقدمة
حين نزل الأمر الإلهي:
﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ ﴾
📘 [المدثر: 1-2]
بدأ النبي محمد ﷺ مهمته الخالدة: دعوة الناس إلى الله.
لكن البداية لم تكن في الأسواق ولا على رؤوس الجبال، بل في هدوء بيتٍ صغير، يجتمع فيه نفرٌ قليل، لكنهم سيصبحون قريبًا صنّاع التاريخ…
في دار الأرقم بن أبي الأرقم، بدأت أولى خطوات التغيير العظيم.
🏠 لماذا كانت الدعوة سرية؟
في السنوات الثلاث الأولى من البعثة، اتّبع النبي ﷺ أسلوب الدعوة السرية، لأسباب عديدة:
-
خشية البطش من قريش.
-
حماية من يُسلم حديثًا من الإيذاء.
-
التمهيد لتكوين نواة صلبة من المؤمنين الصادقين.
-
لأن الله لم يأمره بالجهر بعد.
📍 من هو الأرقم؟ ولماذا اختير بيته؟
-
الأرقم بن أبي الأرقم شاب من بني مخزوم، لم يكن لافتًا في قريش.
-
كان بيته يقع عند جبل الصفا، مكانًا هادئًا بعيدًا عن الأنظار.
-
أسلم مبكرًا، وكان مستعدًا أن يُخاطر بحياته وبيته لأجل الدعوة.
ولهذا، كان بيته المقر الأول للإسلام.
👥 من كان يحضر هناك؟
في ذلك البيت، اجتمع الصفوة الأولى:
-
خديجة بنت خويلد: أول المؤمنات.
-
أبو بكر الصديق: الداعية الخفي الذي جلب كبار الصحابة.
-
علي بن أبي طالب: الشاب الهادئ الجريء.
-
بلال بن رباح: العبد الحبشي الذي سيُصبح رمزًا للتوحيد.
-
عثمان، الزبير، عبد الرحمن بن عوف، طلحة، سعد…
كأنهم نجوم تتلألأ في فجر الإسلام.
🧎♂️ ماذا كانوا يفعلون في دار الأرقم؟
-
يتلقّون القرآن من فم النبي ﷺ.
-
يتعلمون العقيدة والإيمان والتوحيد.
-
يصلّون خفية، ويتدربون على الثبات.
-
يستمعون إلى قصص الأنبياء وصبرهم، ليستمدوا منها العزيمة.
لم تكن تلك الدار مدرسةً فحسب…
كانت مصنعًا لإعداد أمة.
🌱 أثر هذه المرحلة
رغم قلتهم، إلا أنهم كانوا:
-
أشدّ الناس إيمانًا وثباتًا.
-
هم الذين سيصمدون في وجه التعذيب لاحقًا.
-
سيتحوّلون إلى قادة الفتح والدولة.
لقد نجح النبي ﷺ في أن يُنشئ جيلاً قرآنيًا فريدًا، في صمت، وبلا صدام، وبلا ضجيج.
✨ الخاتمة
في بيت صغير على سفح جبل، غُرست البذرة الأولى للإسلام…
لم تكن الدعوة يومًا بحاجة إلى ضجيج، بل إلى قلوب مؤمنة، وعقول واعية، وأرواح صادقة.
ومن دار الأرقم، بدأ النور يتسرّب إلى قلوب الناس… واقترب وقت الجهر.
في المقال القادم بإذن الله:
🔹 “السابقون الأولون”
من هم أوائل من دخلوا الإسلام؟ وكيف واجهوا قريش حين بدأت تدرك أن أمر محمد ﷺ ليس مجرد خلوة في غار؟