🌙 المقدمة
في وقتٍ كانت النساء فيه تابعًا للرجال، ظهرت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها كسيدة أعمال حكيمة، تُدير تجارتها برجاحة عقل ومكانة بين قريش.
وفي المقابل، كان محمد ﷺ شابًا في ريعان شبابه، لا يملك مالًا، لكنه يملك الصدق، الأمانة، والعفة.
حين جمعهما الله، نشأ بينهما أطهر رباط زوجي في التاريخ.
🧕 من هي خديجة رضي الله عنها؟
-
هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى.
-
من أشراف قريش، وكانت تُلقب بـ الطاهرة قبل الإسلام.
-
كانت أرملة، وقد تزوّجت مرتين من قبل، ولها أبناء.
-
وكان لها مال وتجارة واسعة تُنافس بها كبار التجار.
❤️ بداية الإعجاب
-
بعد أن عاد محمد ﷺ من رحلته التجارية إلى الشام، وأخبرها غلامها ميسرة عن خلقه الفريد وأمانته…
-
بدأت خديجة تُفكر في خطبة هذا الشاب الطاهر.
فأرسلت إليه صديقتها نفيسة بنت منية، التي سألته بلطف:
“ما يمنعك من الزواج يا محمد؟”
قال:
“ما بيدي ما أتزوج به.”
فقالت له:
“فإن دُعيت إلى المال والجمال والشرف، أتقبل؟”
قال:
“ومن هي؟”
قالت:
“خديجة بنت خويلد.”
قال:
“وكيف لي بذلك!؟”
قالت:
“علي ذلك.”
قال صلى الله عليه وسلم:
“قد رضيتْ.”
💍 الخطبة والزواج
-
ذهب النبي ﷺ مع أعمامه إلى بيت خديجة.
-
خطبها من عمها عمرو بن أسد، وكان عبد المطلب قد توفي.
-
تم الزواج بمهر عشرين بكرة (جملًا)، وكان ذلك مهرًا كريمًا في ذلك الزمان.
📌 كان عمر النبي ﷺ: 25 سنة
📌 وكان عمر خديجة: 40 سنة تقريبًا
لكن لم يكن فرق السن عائقًا، لأن القلوب توافقت قبل الأعمار.
🏡 البيت النبوي
-
بدأت حياتهما الزوجية في بيت هادئ مطمئن.
-
كان محمد ﷺ زوجًا وفيًا، عطوفًا، لا يرفع صوته، ولا يُهين.
-
وكانت خديجة سندًا، داعمة، حنونة، صاحبة رأي وعقل.
قال عنها النبي ﷺ بعد وفاتها:
“آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وآوتني إذ طردني الناس، ورزقني الله منها الولد دون غيرها.”
📘 رواه أحمد
👶 أبناء النبي ﷺ من خديجة
أنجبت خديجة للنبي ﷺ:
-
القاسم (به يُكنى: أبو القاسم)
-
عبد الله (الطاهر أو الطيب)
-
زينب
-
رقيّة
-
أم كلثوم
-
فاطمة الزهراء (سيدة نساء الجنة)
📌 مات كل أولاده الذكور وهم صغار، وبقيت فاطمة بعده.
✨ الخاتمة
كان زواج النبي ﷺ من خديجة رضي الله عنها أنقى زواج في الجاهلية والإسلام.
بيت جمع الحب، الطهر، المساندة، الرسالة، والتاريخ.
وظلت خديجة في قلب النبي ﷺ حتى بعد وفاتها…
وكان يقول:
“إنها كانت وكانت… وكان لي منها ولد.”
في المقال القادم بإذن الله:
🔹 “بناء الكعبة وحكم النبي بين القبائل”
كيف أنقذ النبي ﷺ قريشًا من فتنة كادت تسيل فيها الدماء؟ وماذا فعل حين تنازعوا على وضع الحجر الأسود؟