🌙 المقدمة
قبل البعثة بسنوات، حدثت واقعة كادت تُشعل نار الحرب بين قبائل قريش في مكة…
سببها: من يضع الحجر الأسود في مكانه بعد إعادة بناء الكعبة؟
وفي لحظة حرجة، دخل محمد ﷺ عليهم، فحسم الخلاف بحكمة أذهلت الجميع، وكانت علامة جديدة على رجاحة عقله ومكانته بينهم.
🕋 سبب إعادة بناء الكعبة
-
كانت الكعبة مبنية على قواعد إبراهيم عليه السلام.
-
مع مرور السنين، أصابها سيل عظيم فتشققت جدرانها، وكادت تنهار.
-
قررت قريش أن تهدمها وتعيد بناءها من جديد.
لكنهم خافوا أن يدخل في البناء مال حرام، فاشترطوا:
“لا يدخل في بناء الكعبة مال من ربا، ولا ظلم، ولا حرام.”
وهذا يدل على أن الفطرة ما زالت حيّة في بعضهم رغم شركهم.
🧱 مراحل البناء
-
تقاسمت القبائل المهمة فيما بينها.
-
كل قبيلة تولت جزءًا من الجدار.
-
استخدموا حجارة من نفس المكان، ورفعوا الجدران حتى وصلوا إلى موضع الحجر الأسود.
وهنا… بدأ الخلاف الخطير.
⚔️ النزاع حول الحجر الأسود
-
أرادت كل قبيلة أن تحظى بشرف وضع الحجر الأسود في مكانه.
-
تعالت الأصوات، وكادت تقع معركة بينهم.
-
استمر النزاع أيامًا، حتى اقترح أحد كبارهم:
“اجعلوا بينكم حكمًا، أول من يدخل عليكم من باب المسجد نرضى بحكمه.”
فجعلوا أنظارهم على الباب…
ودخل محمد ﷺ.
فلما رأوه قالوا بفرح:
“هذا الأمين! رضينا… هذا محمد!”
🧠 حل النبي ﷺ الحكيم
-
طلب ﷺ ثوبًا واسعًا.
-
وضع الحجر الأسود وسط الثوب بيده الشريفة.
-
ثم قال لكل قبيلة:
“لتأخذ كل قبيلة بطرف من الثوب.”
-
رفعوه معًا حتى وصل موضعه، ثم حمله محمد ﷺ ووضعه بيديه في مكانه.
وهكذا:
-
اشترك الجميع.
-
لم تُفضّل قبيلة على أخرى.
-
وارتفعت الكعبة بدون دماء… بفضل حكمة شابٍ لم يكن نبيًا بعد.
📌 ماذا نتعلم من هذا الموقف؟
-
ثقة قريش فيه رغم صغر سنه (كان في 35 تقريبًا).
-
رجاحة عقله، وحسن تدبيره للخلافات.
-
أنه ﷺ كان مهيأً للقيادة والنبوة قبل الوحي.
-
مكانته في قلوبهم كانت عالية، لقبوه بـ “الصادق الأمين” دون تردد.
✨ الخاتمة
كان بناء الكعبة لحظة فارقة، لكن الأعظم منها هو ذلك الحكم العادل الذي جنب قريش حربًا داخلية.
وفي ظلال الكعبة، وضع محمد ﷺ الحجر بيده… وكأنه يُمهّد بيده لحجرٍ آخر، سيبني عليه بيت الرسالة للعالمين.
في المقال القادم بإذن الله:
🔹 “التأمل في غار حراء”
لماذا كان النبي ﷺ يترك مكة ويعتزل الناس؟ وما الذي كان يبحث عنه في ظلمة الغار وسط الجبال؟