بناء الكعبة وحكم النبي ﷺ بين القبائل (السيرة 17)

جدول المحتوي

🌙 المقدمة

قبل البعثة بسنوات، حدثت واقعة كادت تُشعل نار الحرب بين قبائل قريش في مكة…
سببها: من يضع الحجر الأسود في مكانه بعد إعادة بناء الكعبة؟
وفي لحظة حرجة، دخل محمد ﷺ عليهم، فحسم الخلاف بحكمة أذهلت الجميع، وكانت علامة جديدة على رجاحة عقله ومكانته بينهم.


🕋 سبب إعادة بناء الكعبة

  • كانت الكعبة مبنية على قواعد إبراهيم عليه السلام.

  • مع مرور السنين، أصابها سيل عظيم فتشققت جدرانها، وكادت تنهار.

  • قررت قريش أن تهدمها وتعيد بناءها من جديد.

لكنهم خافوا أن يدخل في البناء مال حرام، فاشترطوا:

“لا يدخل في بناء الكعبة مال من ربا، ولا ظلم، ولا حرام.”

وهذا يدل على أن الفطرة ما زالت حيّة في بعضهم رغم شركهم.


🧱 مراحل البناء

  • تقاسمت القبائل المهمة فيما بينها.

  • كل قبيلة تولت جزءًا من الجدار.

  • استخدموا حجارة من نفس المكان، ورفعوا الجدران حتى وصلوا إلى موضع الحجر الأسود.

وهنا… بدأ الخلاف الخطير.


⚔️ النزاع حول الحجر الأسود

  • أرادت كل قبيلة أن تحظى بشرف وضع الحجر الأسود في مكانه.

  • تعالت الأصوات، وكادت تقع معركة بينهم.

  • استمر النزاع أيامًا، حتى اقترح أحد كبارهم:

“اجعلوا بينكم حكمًا، أول من يدخل عليكم من باب المسجد نرضى بحكمه.”

فجعلوا أنظارهم على الباب…
ودخل محمد ﷺ.

فلما رأوه قالوا بفرح:

“هذا الأمين! رضينا… هذا محمد!”


🧠 حل النبي ﷺ الحكيم

  • طلب ﷺ ثوبًا واسعًا.

  • وضع الحجر الأسود وسط الثوب بيده الشريفة.

  • ثم قال لكل قبيلة:

    “لتأخذ كل قبيلة بطرف من الثوب.”

  • رفعوه معًا حتى وصل موضعه، ثم حمله محمد ﷺ ووضعه بيديه في مكانه.

وهكذا:

  • اشترك الجميع.

  • لم تُفضّل قبيلة على أخرى.

  • وارتفعت الكعبة بدون دماء… بفضل حكمة شابٍ لم يكن نبيًا بعد.


📌 ماذا نتعلم من هذا الموقف؟

  1. ثقة قريش فيه رغم صغر سنه (كان في 35 تقريبًا).

  2. رجاحة عقله، وحسن تدبيره للخلافات.

  3. أنه ﷺ كان مهيأً للقيادة والنبوة قبل الوحي.

  4. مكانته في قلوبهم كانت عالية، لقبوه بـ “الصادق الأمين” دون تردد.


✨ الخاتمة

كان بناء الكعبة لحظة فارقة، لكن الأعظم منها هو ذلك الحكم العادل الذي جنب قريش حربًا داخلية.
وفي ظلال الكعبة، وضع محمد ﷺ الحجر بيده… وكأنه يُمهّد بيده لحجرٍ آخر، سيبني عليه بيت الرسالة للعالمين.


في المقال القادم بإذن الله:
🔹 “التأمل في غار حراء”
لماذا كان النبي ﷺ يترك مكة ويعتزل الناس؟ وما الذي كان يبحث عنه في ظلمة الغار وسط الجبال؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *