حياة النبي ﷺ قبل البعثة: الصدق والأمانة (السيرة 13)

جدول المحتوي

🌙 المقدمة

قبل أن يُبعث محمد ﷺ نبيًا، كان يعيش بين قومه كأحدهم ظاهرًا، لكنه مختلف عنهم في كل شيء: في خلقه، معاملته، كلامه، وسمعته.
لم يكن يملك مالًا كثيرًا، ولا نسبًا أعلى من غيره، لكن الناس كانوا إذا ذكرت الأمانة قالوا: محمد، وإذا قيل الصدق، قالوا: ابن عبد الله.

فكيف كانت حياة النبي ﷺ في شبابه قبل نزول الوحي؟ وكيف رآه الناس؟


🧑 نشأة متوازنة وسط بيئة فاسدة

  • شبّ النبي ﷺ في مكة، وسط بيئة وثنية وقبلية ومليئة بالجهل والظلم.

  • لكنه لم يشاركهم لهوهم ولا لهجهم.

  • لم يُعبد صنمًا قط، ولم يشرب خمرًا، ولم يُعرف عنه فُحش أو سَفه.

قال الله تعالى:

﴿ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ﴾
📘 [الضحى: 7]

أي: وجدك غير عارف بدقائق النبوة والوحي، فهداك إليه.


🔹 الصدق لقبٌ لازم اسمه

  • لم يُعرف عن النبي ﷺ أنه كذب قط، لا في صغير الأمور ولا كبيرها.

  • حتى في الجاهلية، كانوا يأتونه ليحلّ بينهم النزاعات، ويقولون:

    “نرضى بحكم محمد، فهو لا يكذب.”

  • وكان أصدق الناس لهجةً، وأوفاهم بالعهد، وأبعدهم عن الخيانة.

📌 قيل عنه:

“ما جرّبنا عليه كذبًا قط.”


🔸 الأمانة قبل النبوة

  • كان النبي ﷺ يُلقّب بـ الصادق الأمين.

  • كان الناس يودعون عنده أموالهم رغم اختلافهم معه في العقيدة.

  • حتى لما أراد الهجرة، أبقى عنده بعض الودائع، وترك علي بن أبي طالب رضي الله عنه ليردّها لأصحابها.


💼 العمل في التجارة

  • عمل النبي ﷺ في التجارة مع عمه، ثم استقلّ بنفسه.

  • أدار تجارة خديجة بنت خويلد، وكانت من سيدات قريش وأغناهم.

📌 في أول رحلة تجارية له إلى الشام بتجارة خديجة:

  • عاد بربح وفير.

  • حدثت مواقف أذهلت خديجة من صدقه ونزاهته.

  • فكان هذا بداية إعجابها به، والذي انتهى بالزواج المبارك.


🧠 الحكمة في شبابه

  • كان أهل مكة يلجأون إليه عند النزاعات، ومن أبرز المواقف:

🕋 قصة الحجر الأسود

  • حين اختلفت قبائل قريش فيمن يضع الحجر الأسود في الكعبة بعد ترميمها.

  • كادت تقع فتنة، فقالوا:

    “ندع أول داخل علينا من الباب ليحكم بيننا.”

  • فدخل محمد ﷺ، فقالوا: “هذا الصادق الأمين، نرضى به.”

  • فوضع الحجر على ثوب، وأمر كل قبيلة أن ترفع من طرف، ثم أخذه هو ﷺ بيديه الشريفتين ووضعه في مكانه.

📌 موقف يُجسّد:

  • العدالة.

  • الحكمة المبكرة.

  • القبول الجماهيري حتى قبل البعثة.


✨ الخاتمة

عاش محمد ﷺ قبل نبوته إنسانًا فريدًا في أخلاقه وسلوكه، ليكون بعد البعثة القدوة الكاملة والقدرة العالية على التأثير.
لم يُعرف إلا بالصدق، الأمانة، الحياء، الحلم، والعدل، فمهّد الله له القلوب، قبل أن يُنزّل عليه الوحي.


في المقال القادم بإذن الله:
🔹 “عمل النبي ﷺ في رعي الغنم”
كيف ربّى الله نبيه في صغره على الرحمة والصبر من خلال عمل بسيط؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *