رحلة النبي ﷺ الأولى إلى الشام (السيرة 12)

جدول المحتوي

🌙 المقدمة

كانت حياة النبي محمد ﷺ في مكة تمضي بين الطهر والعمل، حتى جاء اليوم الذي قرر فيه عمه أبو طالب أن يصطحبه في قافلة تجارية إلى الشام.
كانت تلك الرحلة هي الأولى للنبي ﷺ خارج شبه الجزيرة، وهناك حدث لقاء فاصل بينه وبين رجل من أهل الكتاب، ترك أثرًا عميقًا… إنه الراهب بحيرى.


🐪 الاستعداد للرحلة

  • كان عمر النبي ﷺ في هذه الرحلة نحو 12 عامًا.

  • انطلقت القافلة من مكة إلى الشام، مرورًا بمنازل العرب والقبائل، حتى وصلت إلى مدينة بُصرى جنوب الشام.

رغم صغر سنه، لم يكن محمد ﷺ طفلًا عاديًا في القافلة:

  • كان يخدم، ويعمل، ويحفظ العهد، ويعين الجميع.

  • لم يُرَ منه لهوٌ أو عبث، بل هدوء ووقار ورُقيّ في الخلق.


📜 من هو بحيرى الراهب؟

  • اسمه الأصلي: جورجيس، ولقبه “بحيرى”.

  • كان راهبًا نصرانيًا موحدًا، من القلائل الذين بقوا على بقية من التوحيد.

  • عاش في دير صغير في بُصرى.

  • كان يدرس الإنجيل، وأحاديث أنبياء بني إسرائيل عن النبي المنتظر.


👁️ ملاحظات بحيرى عن محمد ﷺ

عندما نزلت قافلة قريش بالقرب من ديره:

  1. لاحظ أن غمامة تظله من الشمس.

  2. رأى الشجرة تميل عليه لتظلله.

  3. رأى في وجهه نورًا وهيبة ليست لطفلٍ عادي.

  4. راقبه في حركته وجلوسه، وطريقة أكله، وأخلاقه.

فأدرك:

“هذا الغلام ليس كسائر الناس، هذا هو النبي الذي أخبرنا به عيسى وموسى.”


🤝 الحوار بين بحيرى وأبي طالب

استضاف بحيرى قريشًا في ديره، وكان هذا أمرًا غير معتاد منه.
ثم بدأ يُحدّق في محمد ﷺ، وسأل عنه:

  • قال لأبي طالب:

    “ما اسم هذا الغلام؟”

  • قال: “محمد بن عبد الله.”

  • قال: “أهو ابنك؟”

  • قال: “بل ابن أخي، مات أبوه وهو في بطن أمه.”

  • فابتسم بحيرى وقال:

    “صدقت… إن لهذا الغلام شأنًا عظيمًا، وسيكون نبي هذه الأمة.”


🔍 كشف خاتم النبوة

  • طلب بحيرى أن يرى ظهر محمد ﷺ.

  • كشفوا عن كتفه، فإذا بـ خاتم النبوة بين كتفيه، وهي علامة واضحة ذكرها الإنجيل والتوراة.

📌 قال بحيرى:

“هذا هو الذي بشّر به الأنبياء قبلي، هذا نبي آخر الزمان.”


⚠️ تحذيره من يهود الشام

  • حذّر بحيرى أبا طالب من يهود الشام، وقال:

    “لو رأوه لعرفوه، وإن عرفوه لقتلوه، فهم يعلمون خبره ويخشون شأنه.”

  • عندها قرر أبو طالب العودة فورًا إلى مكة، دون أن يُكملوا رحلتهم التجارية.


❓ لماذا لم ينتشر خبر بحيرى بين قريش؟

  • بعضهم لم يكن حاضرًا الحوار.

  • البعض استخفّ بكلام راهب نصراني.

  • وآخرون كتموا الأمر، لأنهم لم يُردوا أن يتغير ميزان قريش ومكانتها.

  • كما أن النبي ﷺ عاد بسرعة إلى مكة، ولم يظهر له أمر في صغره بعد ذلك، مما جعل الحدث يُنسى مؤقتًا.


✨ الخاتمة

كان لقاء بحيرى الراهب أول شهادة خارجية من أهل الكتاب بنبوة محمد ﷺ، قبل أن يُبعث.
ومع أنه لا يزال غلامًا صغيرًا، إلا أن علائم النبوة بدأت تظهر للعيان، وكان من يشهدها يعرف أن أمرًا عظيمًا يقترب…


في المقال القادم بإذن الله:
🔹 “حياة النبي ﷺ قبل البعثة: الصدق والأمانة”
كيف كان يعيش محمد ﷺ قبل أن يُوحى إليه؟ وكيف عُرف بلقب “الصادق الأمين” حتى عند أعدائه؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *