🌙 المقدمة
في قلب الصحراء، وبين خيام البدو، نشأ محمد ﷺ في بيئة نقية، بعيدًا عن صخب مكة ولهجتها المختلطة.
فقد شاء الله أن يرضع من حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، من قبيلة بني سعد، فكانت رضاعته بداية سلسلة من البركات والمعجزات الصغيرة التي أثبتت أن لهذا الطفل شأنًا عظيمًا.
🤱 عادة العرب في الرضاعة
-
كان العرب من أهل مكة يُرسلون أبناءهم إلى البادية، ليتربّوا في بيئة:
-
صافية الهواء.
-
قوية البيان.
-
نقية العيش.
-
-
وكان ذلك طلبًا للفصاحة، والقوة، وصحة الجسد.
ولهذا، خرجت مجموعة من المرضعات من بني سعد إلى مكة بحثًا عن أطفال يُرضعنهم مقابل الأجر.
🚶♀️ قدوم حليمة السعدية إلى مكة
-
جاءت حليمة بنت أبي ذؤيب وزوجها إلى مكة، ومعهما دابة هزيلة، وطفلهما الرضيع الجائع.
-
كانوا يعانون شدة الفقر وقلة اللبن، وكانت الرحلة شاقة.
وما إن وصلوا إلى مكة…
-
لم تُقبل أي مرضعة على محمد ﷺ، لأنه يتيم الأب، وكانوا يفضّلون الأطفال الذين لهم آباء أحياء رجاء الأجر.
-
كل النساء رفضنه… إلا حليمة.
قالت حليمة:
“لم يبقَ معنا أحد إلا هذا الغلام اليتيم، فقلنا: نأخذه، لعلّ الله يجعل لنا فيه بركة.”
✨ البركات تبدأ منذ لحظة الحمل
منذ أن حملته، بدأ الخير يتدفق:
-
امتلأ صدرها باللبن بعد أن كان جافًا، فأرضعت النبي ﷺ ورضيعها حتى شبعا.
-
ناقتها التي كانت لا تُدرّ لبنًا، أصبحت تمتلئ باللبن.
-
دابتها الهزيلة التي كانت لا تكاد تسير، سبقت الركب كله في العودة إلى بني سعد!
قال زوجها:
“يا حليمة، أعلمتِ أنكِ حملتِ نسمة مباركة؟”
🏜️ حياة النبي ﷺ في بادية بني سعد
-
نشأ محمد ﷺ في بني سعد نحو أربع سنوات.
-
كان هادئًا، محبوبًا بين الناس، لا يُعرف عنه بكاء ولا أذى.
-
بدأ يتعلم لغة العرب الفصيحة ويتعوّد على حياة الصحراء.
🧒 حادثة شق الصدر (تمهيد للمقال القادم)
في تلك الفترة، حصل حدث عظيم عند بلوغه الرابعة تقريبًا، وهو حادثة شق الصدر، والتي ستمثل علامة فاصلة في طفولته ﷺ.
وسنفصلها في المقال القادم بإذن الله.
✨ الخاتمة
رضاع النبي ﷺ في بني سعد لم يكن مجرد مرحلة عمرية، بل كانت تربية ربانية في بيئة نقية.
ومنذ أن حملته حليمة، لم تفارقها البركة، وكأن الله يُهيئ نبيه ليخرج من أطهر بيت، وأفصح لسان، وأنقى أرض.
في المقال القادم بإذن الله:
🔹 “شق الصدر: حدث الطهارة الربانية”
قصة الملَكين الذين جاءا من السماء، وشقّا صدر محمد ﷺ وهو طفل، واستخرجا منه علقة سوداء، وغسلاه بماء زمزم.