🌙 المقدمة
في صحراء بني سعد، حيث الصفاء والنقاء، كان الطفل محمد ﷺ يلعب مع أقرانه…
لكن في يومٍ غير عادي، نزل ملكان من السماء، ليقوما بحدثٍ غير مسبوق في تاريخ البشر:
شق صدر النبي ﷺ وتطهيره وهو لا يزال غلامًا صغيرًا.
فما حقيقة هذه القصة؟ ولماذا حدثت؟ وكيف أثرت فيمن حوله؟
🏜️ مكان الحدث: بادية بني سعد
-
كان النبي محمد ﷺ في الرابعة تقريبًا من عمره.
-
كان يعيش في كنف حليمة السعدية وزوجها، بعد أن أرضعته حتى فُطم، ثم بقي في رعايتهم قرابة أربع سنوات.
-
في أحد الأيام، خرج محمد ﷺ يرعى الغنم ويلعب مع أطفال من بني سعد.
👼 نزول الملكين
روى الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ أتاه جبريل وميكائيل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذوه، فصرعوه، فشقوا صدره، واستخرجوا منه علقة سوداء، وقالا:
“هذا حظ الشيطان منك.”
ثم:
-
غسلا قلبه في طست من ذهب بماء زمزم.
-
ثم أعاداه إلى مكانه، وقد مُلئ قلبه حكمةً وإيمانًا.
😱 ردّة فعل الغلمان
-
ركض الغلمان إلى حليمة وزوجها وهم يصيحون:
“إن محمدًا قد قُتل!”
-
فهرعت حليمة، ووجدت النبي ﷺ واقفًا متماسكًا، لكن وجهه قد تغيّر.
سألته، فقصّ عليها ما حدث…
فامتلأت رعبًا، وقررت إرجاعه إلى أمه في مكة، خوفًا عليه.
🧭 لماذا شُق صدر النبي ﷺ؟
-
تطهير قلبه منذ الصغر من كل ما يعلو الإنسان من وسوسة أو خبث.
-
تهيئة نفسية وروحية ليحمل أعظم رسالة للبشر.
-
علامة اصطفاء رباني مبكر، يراه من حوله دليلاً على نبوءته القادمة.
-
إثبات أنه معصوم منذ الطفولة، وأنه ليس كغيره من البشر.
📚 شواهد الحديث
-
ورد هذا الحديث في صحيح مسلم ومسند أحمد وغيرها، بأسانيد صحيحة.
-
وقد تكررت حادثة شق الصدر مرتين على الأقل:
-
الأولى في بني سعد وهو طفل.
-
الثانية ليلة الإسراء والمعراج قبل البعثة.
-
✨ الخاتمة
حادثة شق الصدر لم تكن من عالم الخيال، بل كانت علامة ظاهرة موثقة على إعداد الله لنبيه ﷺ.
كان قلب محمد ﷺ نقيًّا، فزاد الله في نقائه، وغسله بماء زمزم، وأعده لحمل الأمانة الكبرى… أمانة النور والحق.
في المقال القادم بإذن الله:
🔹 “عودة النبي ﷺ لأمه آمنة”
بعد سنوات في البادية، عاد محمد ﷺ إلى أحضان أمه… لحظة دافئة، لكن قصيرة، إذ كان الفقد في انتظاره.