🕌 المقدمة
قبل أن يُولد النبي محمد ﷺ بسنوات قليلة، حدث أمر سيعيد الحياة إلى أحد أعظم رموز التوحيد على الأرض: بئر زمزم.
وكان بطل هذه القصة هو شيبة الحمد، المعروف بـ عبد المطلب، جد النبي ﷺ، وسيد قريش في زمانه.
لكن ما الذي قاده إلى إعادة اكتشاف زمزم؟
إنها رؤيا عجيبة… فهيا نرويها كما حدثت، وكأننا نعيشها.
🧓 من هو عبد المطلب؟
-
اسمه الحقيقي: شيبة بن هاشم بن عبد مناف.
-
وُلد في يثرب (المدينة المنورة)، وتربى فيها عند أخواله من بني النجار.
-
عاد إلى مكة صغيرًا بعد وفاة أبيه هاشم، فعاش في كنف جده عبد مناف، ثم عمه المطلب الذي أخذه معه إلى مكة، وظنه الناس عبدًا له، فسُمي عبد المطلب.
📌 وكان عبد المطلب حكيمًا، كريمًا، ذا مهابة، وسيدًا مطاعًا في قريش.
💭 رؤيا غامضة
في إحدى الليالي، رأى عبد المطلب في المنام رجلًا يقول له: “احفر طيبة”، ثم اختفى.
وفي الليلة التالية قال له: “احفر برّة”.
ثم “احفر المضنونة”.
وفي الليلة الرابعة قال له: “احفر زمزم”، وشرح له موقعها:
“لا تنزف ولا تُذم، عند قرية النمل، بين الفرث والدم، عند نقرة الغراب الأعصم.”
استيقظ عبد المطلب مذعورًا ومندهشًا. من أين يأتي بهذه الأوصاف؟ وما معنى هذا الكلام؟
⛏️ الحفر المعجزي
في الصباح، خرج عبد المطلب ومعه ابنه الوحيد آنذاك “الحرث”، وأخذ يبحث في الموضع الذي ذُكر في الرؤيا.
🔹 بدأ بالحفر قرب الكعبة، فثار عليه الناس، وقالوا: “تنبش في حرم الله؟!”
🔹 لكنه أصر وقال: “إني مأمور!”، وبدأ الحفر متحديًا الجميع.
🔹 وما هي إلا لحظات حتى ظهرت علامات مذهلة:
-
ظهر فرث ودم كما في الرؤيا.
-
وظهر نقر الغراب الأعصم (غراب فيه بياض).
-
ثم انبثق ماء زمزم الصافي المبارك، بعدما طُمرت مئات السنين منذ زمن جرهم!
💎 الكنوز المدفونة
ليس ذلك فقط… بل أثناء الحفر، وجد عبد المطلب كنوزًا قديمة دُفنت منذ زمن طويل، منها:
-
سيوف ذهبية
-
درعان قديمان
-
أصنام كانت مدفونة في الموقع
فأخذ الذهب وجعل منه بابًا للكعبة، ورفض أن يستولي على شيء لنفسه.
🧭 نذر غريب
بعدما عاد زمزم وأصبح عبد المطلب سيد مكة بلا منازع، نذر قائلًا:
“لئن رزقني الله عشرة من البنين، لأذبحن أحدهم قربانًا لله عند الكعبة.”
وكان هذا النذر هو بداية قصة الذبح المشهورة مع عبد الله والد النبي ﷺ… والتي سنتحدث عنها في مقال قادم.
✨ الخاتمة
لم يكن عبد المطلب نبيًا، لكنه كان رجلًا موحدًا، ملهَمًا، يمهد الطريق لقدوم سيد الخلق.
وكانت رؤياه وحفر زمزم علامة أن الله يهيئ الأرض لمجيء أعظم البشر ﷺ.
في المقال القادم بإذن الله:
🔹 “حادثة الفيل: حماية الله لبيته”
قصة عام الفيل… العام الذي وُلد فيه محمد ﷺ، والعام الذي تحدى فيه أبرهة ربّ البيت، فكان الدمار من السماء.