🌙 المقدمة
بعد أربع سنوات قضاها في أحضان البادية، عاد محمد ﷺ الصغير إلى حضن أمه، آمنة بنت وهب.
عاد بعد أن تربّى في نقاء الصحراء، وعاش أولى إرهاصات النبوة، ليبدأ فصلًا جديدًا في حياته… فصلًا قصيرًا لكنه عاطفيٌ ومؤثر.
🏜️ العودة إلى مكة
بعد حادثة شق الصدر، خافت حليمة السعدية على محمد ﷺ، فقررت أن تعيده إلى أمه فورًا في مكة.
-
لم يكن قرارًا سهلًا، فقد تعلقت به، وشعرت ببركته.
-
لكنها أدركت أنه طفل غير عادي، ومسؤوليتها عنه أكبر مما تقدر عليه.
استقبلته آمنة بحنان الأم، وقد غمرها الشوق لولدها الوحيد، اليتيم الذي لم يرَ أباه.
🧕 آمنة بنت وهب: الأم الصابرة
-
كانت آمنة امرأة ذكية رزينة، من بني زهرة، إحدى قبائل قريش الكبرى.
-
عاشت ذكريات قليلة مع زوجها عبد الله، ثم ترملت وهي حامل.
-
ربت محمدًا ﷺ وحدها، وقد كانت ترى فيه صفات خاصة، حتى أن بعض الروايات تشير إلى أنها كانت ترى نورًا في وجهه، وتشعر بحراسته الإلهية.
🛤️ الرحلة إلى المدينة المنورة (يثرب)
عندما بلغ محمد ﷺ ست سنوات، قالت له أمه:
“هيا بنا نزور قبر والدك في يثرب.”
فانطلقت به، ومعهما أم أيمن (بركة الحبشية)، مربيته ومرضِعته لاحقًا.
سافرت به نحو الشمال إلى المدينة، حيث توفي عبد الله، ودفن هناك.
📍 وهناك:
-
زارت قبر زوجها، وجددت عهد الوفاء له.
-
مكثت قرابة شهر، وعرّفت محمدًا على أخواله من بني النجار.
⚰️ موت الأم… وحزن الطفل
وفي طريق العودة إلى مكة، ألمّ بها المرض في منطقة تُسمّى الأبواء، بين مكة والمدينة.
وما هي إلا أيام حتى ماتت آمنة، ودفنت هناك.
تركته في السادسة من عمره… يتيم الأب والأم.
يقول النبي ﷺ لاحقًا:
“زرت قبر أمي فبكيت، وأبكيت من حولي.”
📘 رواه مسلم
👩🦱 أم أيمن تتولى رعايته
-
بعد وفاة أمه، حملته أم أيمن عائدة به إلى مكة.
-
لم يكن له أحد إلا جده عبد المطلب، فضمّه إليه واحتضنه بحنان كبير.
📌 قال عنه عبد المطلب:
“إن لابني هذا شأنًا عظيمًا.”
وكان يقدّمه على أولاده وأحفاده.
✨ الخاتمة
عاد النبي ﷺ من البادية إلى أمه، ليعيش في أحضانها أشهرًا قليلة فقط، ثم يفقدها…
لكنه لم يكن وحيدًا تمامًا، فقد تكفله الله بالرعاية منذ ولادته، تنقله من يد إلى يد، ليصقله ويربيه على عينه سبحانه.
في المقال القادم بإذن الله:
🔹 “وفاة آمنة بنت وهب في الأبواء”
سنسرد لحظة الوداع في الطريق، وكيف بكى محمد ﷺ على قبر أمه، ومن الذي اعتنى به بعد ذلك.