🌙 المقدمة
بعد أن فقد محمد ﷺ أمه، لم يجد نفسه وحيدًا في هذا العالم، بل سرعان ما امتدت إليه يد الجد الحنون:
عبد المطلب بن هاشم، شيخ قريش، وسيد مكة، الرجل الذي كانت له الهيبة والكلمة والمكانة.
لكن كيف تعامل عبد المطلب مع هذا اليتيم؟
وماذا كانت مشاعره وهو يرى حفيده يكبر أمامه؟
وهل انتهت هذه الرحلة الجميلة أم أن الفقد ما زال يتربص بالصغير؟
🧓 عبد المطلب… الجد الحنون
-
كان عبد المطلب شيخًا جليلًا، تجاوز الثمانين عامًا، لكنه كان محبوبًا مطاعًا.
-
عُرف عنه الكرم، والحكمة، والإيمان بالله وحده دون الأوثان، رغم شرك قومه.
-
كان هو من أعاد حفر زمزم، ووقف في وجه أبرهة، وقد رأى رؤى عجيبة حين حملت آمنة بمحمد ﷺ.
❤️ محبته للنبي ﷺ
-
لما عاد محمد ﷺ من الأبواء يتيمًا، ضمه عبد المطلب فورًا إلى بيته.
-
لم يكن يُفرق بينه وبين أبنائه، بل كان يُقدّمه عليهم.
📌 ومن مظاهر عنايته:
-
كان يجلس على فراش خاص به بجوار الكعبة، لا يسمح لأحد بالجلوس عليه، حتى أولاده…
إلا محمد ﷺ، كان يُجلسه إلى جواره، ويقول لهم:“دعوه، فوالله إن له لشأنًا.”
-
كان يُصغي لكلامه ويهتم بحديثه، رغم صغر سنه.
-
كان يصطحبه في الاجتماعات، ويُجلسه قريبًا منه، ويرى فيه علامات القيادة والنبوّة.
🛌 مرض عبد المطلب واقتراب الأجل
-
بعد عامين من كفالته للنبي ﷺ، بدأ المرض يُثقل على عبد المطلب.
-
أحس بأن أجله قد اقترب، فبدأ يُفكّر في من سيكفل هذا الغلام بعده.
اختار أبا طالب، عم النبي ﷺ، لأنه:
-
شقيق عبد الله والد النبي ﷺ.
-
كان محبًا للنبي ﷺ حبًا شديدًا.
-
وكان له من الرحمة والخلق ما يؤهله لرعاية محمد ﷺ.
📌 وفي لحظاته الأخيرة، أوصى عبد المطلب أبا طالب بكفالة النبي، وقال له:
“يا أبا طالب، إني قد استخلفتك على هذا اليتيم، فكن له كما كنتُ أنا له.”
⚰️ موت عبد المطلب
-
توفي عبد المطلب والنبي ﷺ في سن الثامنة.
-
كانت وفاته الفقد الثالث في حياة الطفل محمد ﷺ، بعد والده وأمه.
-
بكى النبي ﷺ، واشتد عليه الحزن، لكنه وجد في أبي طالب أبًا آخر ورعاية جديدة.
✨ الخاتمة
هكذا فقد النبي ﷺ في صغره كل سند بشري مباشر
لكن الرحمة لم تنقطع، بل انتقل إلى عمّه أبي طالب، الذي سنعرف لاحقًا كم ضحّى من أجله، وكم وقف في وجه قريش دفاعًا عنه.
في المقال القادم بإذن الله:
🔹 “في بيت أبي طالب: التربية والرعاية”
سنتحدث عن السنوات التي قضاها النبي ﷺ في بيت عمه، وكيف بدأت ملامح شخصيته الفريدة تتشكل بين أخلاقه، وحكمته، وهمومه المبكرة.