🌙 المقدمة
في فجر يوم مختلف، وعام غير عادي، وليلٍ مشبع بالسكينة…
وُلد النور.
وُلد النبي محمد ﷺ، في عام الفيل، ذلك العام الذي رأى فيه الناس قدرة الله تحمي بيته.
لكن هذه المرة، لم تكن السماء ترسل حجارة… بل رحمة مهداة للعالمين.
📅 متى وُلد النبي ﷺ؟
-
وُلد في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، على الأرجح.
-
في يوم الاثنين، كما ورد في الحديث:
قيل للنبي ﷺ: “لم تصوم يوم الاثنين؟”
قال: “ذاك يوم وُلدت فيه، ويوم بُعثت فيه”.
📘 رواه مسلم
📌 لم يُعرف آنذاك أن هذا المولود سيكون خاتم النبيين، لكن الكون كله كان يتهيأ لمولده.
👩🍼 آمنة بنت وهب: أم النبي ﷺ
-
كانت من أشرف نساء قريش نسبًا وعقلاً.
-
لم تشعر أثناء حملها بأي ألم أو معاناة، بل كان الحمل خفيفًا يسيرًا.
-
كانت ترى رؤى مبشرة، منها:
“خرج مني نور أضاء لي قصور بصرى من أرض الشام.”
-
وعندما آن وقت الولادة، لم تكن معها إلا النساء من قومها، في بيتها بمكة.
عبد الله بن عبد المطلب: والد النبي ﷺ
⚠️ نذر الذبيح
وقعت قصة مشهورة في حياة عبد الله، وهي عندما نذر عبد المطلب أنه إذا رزقه الله بعشرة أولاد وبلغوا مبلغ الرجال، فإنه سيذبح أحدهم قربانًا لله عند الكعبة. فلما تحقق النذر، أُجريت القرعة فخرج اسم عبد الله. لكن قريش اعترضت، فذهب عبد المطلب إلى كاهنة في يثرب، فنصحته أن يقرع بين عبد الله وعشرة من الإبل، ويزيد في كل مرة عشرًا حتى ترضى القرعة بالإبل. واستمرت القرعة حتى بلغت المائة من الإبل، فخرجت القرعة للإبل، فذبحها عبد المطلب فداءً لابنه عبد الله. ومن هنا عُرف عبد الله بـ الذبيح الثاني بعد إسماعيل عليه السلام.
💍 زواجه من آمنة
تزوج عبد الله من آمنة بنت وهب، وهي من أشرف نساء قريش نسبًا وأدبًا، وسكن معها في دارها القريبة من الكعبة. وبعد فترة قصيرة من الزواج، خرج عبد الله في تجارة إلى الشام مع قافلة قريش، وترك زوجته حاملًا بنبيّ هذه الأمة ﷺ.
💔 وفاته
في طريق العودة من الشام، مرض عبد الله، فأقام عند أخواله من بني النجار في يثرب (المدينة المنورة). ومات هناك وهو في ريعان شبابه، وكان عمره نحو 25 عامًا. ولم يشهد ولادة ابنه محمد ﷺ، بل وُلد النبي ﷺ يتيم الأب، وبهذا كانت أول لمحة من لمحات الابتلاء في حياة رسول الله ﷺ.
لحظة الميلاد
-
في تلك الليلة المباركة، وُلد محمد ﷺ، يتيم الأب، فقد مات عبد الله قبل ولادته.
-
لم يصرخ كما يفعل المواليد عادة، بل خرج في سكينة ونور وهيبة.
🌌 العلامات الكونية في ليلة الميلاد
رُوي أن هناك أحداثًا غير مألوفة صاحبت ولادته ﷺ، منها:
-
انطفأت نار المجوس التي ظلت مشتعلة ألف عام في بلاد فارس.
-
سقطت شرفات قصر كسرى، وكان ذلك فزعًا في قلب أكبر طاغية.
-
جفّ بحيرة ساوة التي كان يُعبد عندها الماء.
-
شهدت السماء حشودًا من الملائكة.
✴️ هذه الأحداث لم تكن خرافات، بل إشارات رمزية أن زمن الجبروت انتهى، وبدأت مرحلة النور والعدل.
🧓 عبد المطلب وجدّه
-
حمله عبد المطلب إلى الكعبة، وسماه “محمدًا”، وهو اسم جديد على العرب آنذاك.
-
قالوا له: “لم سميته بهذا الاسم؟”
-
فقال:
“أردت أن يُحمد في السماء والأرض.”
-
وذبح عنه عقيقة، ودعا الناس، واحتفى به احتفاءً عظيمًا، كأنه يوقن أن لهذا الطفل شأنًا عظيمًا.
🧬 لماذا لم يولد في قصر؟ لماذا يتيم؟
-
لم يولد في قصر ملوك، بل في بيت بسيط في مكة.
-
وُلد يتيمًا، ليكون مربّيه هو ربه.
-
لم يتربّ على يد طاغية، ولا في قصر مترف، بل نشأ نقيًّا، حرًّا، عفيفًا.
✨ الخاتمة
لم يكن ميلاد محمد ﷺ حدثًا شخصيًا، بل بداية عهد جديد للبشرية كلها.
ولد محمد ﷺ… ومعه الرحمة، والعدل، والنور، والهداية، والقرآن، والحق.
ولم تعد الأرض كما كانت بعده.
في المقال القادم بإذن الله:
🔹 “رضاع النبي عند حليمة السعدية”
قصة مرضعته من بني سعد، والبركات التي حلّت بها منذ أن حملت بين يديها محمدًا ﷺ.