وفاة آمنة بنت وهب في الأبواء (السيرة 9)

جدول المحتوي

🌙 المقدمة

بعد أن عاد محمد ﷺ من بادية بني سعد إلى أحضان أمه آمنة، لم تدم تلك الأيام الدافئة طويلًا…
فقد كتب الله عليه أن يعيش اليُتم بكل معانيه.
وفي طريقٍ بين مكة والمدينة، كان القدر على موعد مع ثاني فاجعة في حياة الطفل محمد ﷺ.


🛤️ رحلة إلى المدينة المنورة

حين بلغ النبي ﷺ السادسة من عمره، أرادت أمه آمنة بنت وهب أن تُريه قبر أبيه عبد الله، الذي مات وهو في طريق عودته من الشام ودُفن في المدينة (يثرب).

  • اصطحبته آمنة في رحلة من مكة إلى المدينة.

  • وكان معهما أم أيمن (بركة الحبشية)، خادمة النبي ﷺ ومربيته.

  • مكثوا في المدينة نحو شهر، عند أخوال النبي من بني عدي بن النجار.

  • زار النبي قبر والده لأول مرة، وهو لا يعرفه إلا من روايات أمه.


⚰️ الموت في الطريق

بعد انتهاء الزيارة، انطلقت القافلة الصغيرة عائدة إلى مكة.
وفي منتصف الطريق، عند منطقة تُسمّى الأبواء، أصاب آمنة المرض فجأة.

  • اشتد بها الألم.

  • ومع غياب وسائل الطب والرعاية، لم يُكتب لها النجاة.

📍 وماتت آمنة في الأبواء، ودفنت هناك.

ولم يكن معها سوى غلامها الصغير محمد ﷺ، و”أم أيمن”.


😢 مشهد مؤلم

تخيل الموقف:

  • طفل صغير، لا يزال في السادسة، يفقد أمه الحنونة.

  • بعد أن فقد أباه، والآن يُدفن قلبه الثاني في الصحراء.

  • لم يكن هناك أقارب، لا ضجيج جنازات، فقط الدموع والرمال.


👩‍🦱 من تولّى رعايته بعد ذلك؟

  • حملته أم أيمن من الأبواء إلى مكة.

  • وهناك أخذه جده عبد المطلب، وكان شيخًا كريمًا محبوبًا، فعوّضه عن فقدان والديه.

📌 وكان عبد المطلب يُجله، ويُجلسه إلى جواره، حتى على فراشه الخاص بسادة قريش، وهو أمر لم يكن يُسمح به لأحد غيره.


✨ الخاتمة

في الأبواء، طويت صفحة آمنة بنت وهب، وبدأت مرحلة جديدة من اليُتم في حياة محمد ﷺ…
لكن الله سبحانه لم يتركه، بل كان يعدّه ويكفله بعنايته الخاصة، ينقله من قلبٍ إلى قلب، ومن يدٍ إلى يد، حتى يكتمل البناء النبوي الفريد.


في المقال القادم بإذن الله:
🔹 “كفالة عبد المطلب وحزنه على النبي ﷺ”
كيف أحب عبد المطلب محمدًا ﷺ حبًا يفوق الأبناء؟ وماذا فعل حين اقتربت وفاته واشتد المرض به؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *